مستحيلة ما بري بظفر ابن آدم قلم قط, ولكنها مبالغة يستحسنها أصحاب النظم؛ أي صارت أظفاره كالمدي في الحدة. وجاء في الحديث النهي عن التذكية بالظفر, ولم يرد بها ظفر الإنسان, وإنما أراد النهي عن إراقمة دم الذبيح بمخلب أسد ونحوه, لأن مخالب الأسد تسمى أظفارًا. قال زهير: [الطويل]
لدى أسدٍ شاكي السلاح مقذفٍ ... له لبد أظفاره لم تقلم
وقوله:
يهابه أبسأ الرجال به ... وتتقي حد سيفه البهم
وصف الشاعر نفسه وزعم أنه رجل مشهور كالعلم, وأنه يطأ بقدمه هامات التاس, ثم قال: يهابه. والهاء في: يهابه راجعة على اسمٍ يعني به الشاعر نفسه, وهو قوله: امرؤ علم. وأبسأ الرجال به؛ أي آنسهم, يقال: بسئت بالرجل وبسأت؛ أي أنست. قال الشاعر يصف كثرة عقره للإبل: [الطويل]
فقد بسأت بالحاجلات إفالها ... وسيف كريمٍ لا يزال يصوعها
أي: يفرقهاز
وقوله: (٢٠٠/أ)
كفاني الذم أنني رجل ... أكرم مالٍ ملكته الكرم
جعل الكرم مالًا, وهذا كقولك: لا مال لفلان إلا المكارم؛ أي إنه قد أقامها مقام المال. ومثل هذا كثير في كلامهم, وهو من جنس قولهم: تحيته الضرب وعتابه السيف.
وقوله:
يجني الغنى للئام لو عقلوا ... ما ليس يجني عليهم العدم
يقول: اللئيم إذا لم يكن له مال لم يلمه أحد, فإذا غني وكثر ماله علقت به اللائمة؛ لأن الناس يرومون منه أن يجود, فقد جنى عليه اليسار جنايةً لم يجنها الإعدام.