للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

هم لأموالهم ولسن لهم ... والعار يبقى والجرح يلتئم

يقول: اللئام لأموالهم إذ كانوا يخدمونها ويثمرونها فكأنهم عبيد لها, وكأن الأموال لسن لهم إذ كانت توفر فتصير إلى سواهم فربما أصابها الحادث وهم أحياء. وأحسن أحوالهم أن تصير أموالهم إلى الورثة, ومن الكلام المشهور: بشر مال اللئيم بحادثٍ أو وارثٍ, وربما سر الوارث بموت الموروث؛ كما قال الشاعر في صفة الميت الذي يرث ماله من يسر به: [البسيط]

يبكي الغريب عليه ليس يعرفه ... وذو قرابته في الدار مسرور

وقوله:

من طلب المجد فليكن كعليـ ... ـي يهب الألف وهو يبتسم

بعض أهل العلم يكره أن يتم نصف البيت والكلمة لم تتم؛ وليس ذلك بمكروه ولاسيما

في الأوزان الخفاف كقول لبيد: [المنسرح]

وهاجها منطق الدجاج مع الصـ ... ـبح وصوت الناقوس إذ ضربا

وقوله:

ويطعن الخيل كل نافذةٍ ... ليس لها من وحائها ألم

لم توصف الطعنة قط بوحاءٍ أسرع من هذا الوصف؛ لأنه زعم أن الطعين لا يحس بألم الطعنة لأنها تقتله من قبل أن يصل إليه الألم. وقد قال الأول في صفة السيف:

ترى ضرباته أبدًا خظايا ... إلى أن يستبين له قتل

<<  <   >  >>