للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذه صفة لا يكون أشد منها في المبالغة.

وقوله:

ويعرف الأمر قبل موقعه ... فما له بعد فعله ندم

إذا حمل هذا البيت على صفة الظن فهو كقول أوس بن حجر: [المنسرح]

الألمعي الذي يظن لك الظنـ ... ـن كأن قد رأى وقد سمعا

يقول: هذا الممدوح لا يندم لأنه لا يفرط في الأمور, وإنما يندم من ضيع حزمه في وقت المنفعة به, وقد أقرت الشعراء بالعجز عن إدراك المعرفة والندم على ما يفوت. قال الشاعر: [الطويل]

لو أن صدور الأمر يبدون للفتى ... كأعقابه لم تلفه يتندم

وقال آخر: [الطويل]

تبين أعقاب الأمور إذا أتت ... وتقبل أشباهًا عليك صدورها

وقد شرح هذا الغرض من قال: [الطويل]

إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدًا ... ندمت على التفريط في زمن البذر

وقوله:

يرعيك سمعًا فيه استماع إلى الد ... اع وفيه عن الخنا صمم

في النخسة حذف اياء من الداعي, وحذفها لا يحتاج إليه؛ إنما تحذف إذا كان ثباتها إخلالًا بالوزن كقول الأعشى: [الكامل]

<<  <   >  >>