وأخو الغوان متى يشأ يصرمنه ... ويصرن أعداءً بعيد وداد
وكقول الآخر:[الوافر]
فطرت بمنصلي في يعملاتٍ ... دوامي الأيد يخبطن السريحا
أراد: الأيدي.
وقوله: يرعيك سمعًا: يجعل سمعه راعيًا لك, وأراد بالداعي من يدعوه إلىنصرٍ أو فعل مكرمةٍ من عطاء ونحوه؛ أي هو يسمع دعوات من يدعوه إلى الفعل الأجمل. وإذا قبلت الكلمة المخنية فكأنه أصم. والخنا ما يكره من الكلام, وقد جعل لبيد شدائد الدهر خنى, فقال:[الرمل]
قال هجدنا فقد طال السرى ... وقدرنا إن خنا الدهر غفل
وفي هذا البيت زيادة ساكن ينكره الطبع وموقعه التنوين من قوله: استماع, وهو عند الخليل أصل, وعند سعيد بن مسعدة فرع, وقد مر مثله.
وقوله:
يريك من خلقه غرائبه ... في مجده كيف تخلق النسم
يقول: هذا الممدوح من ابتداعه غرائب المكارم, وأنه يريك في نفسه ما يدلك على قدرة الله تعالى, وأنه (٢٠٠/ب) يخلق النسم بمشيئة الله. والنسم: جمع نسمةٍ, وهي النفس؛ وإنما قيل لها: نسمة لأن النفس يتصل خروجه منها, وهو مشبه بالنسيم؛ أي ما ضعف من الرياح. وقد سموا مجرى النفس: مطرد النسيم. قال الشاعر في صفة الفرس:[الكامل]
وكأن مطرد النسم إذا جرى ... يوم الرهان خليتا زنبور