ملت إلى من يكاد بينكما ... إن كنتما السائلين ينقسم
قد أغرب الشاعر في تصييره المسؤول ينقسم بين السائلين؛ على أنه مأخوذ من قول الآخر:[الطويل]
ولو لم يكن في كفه غير نفسه ... لجاد بها فليتق الله سائله
إلا أن قسمة النفس بين السائلين أشد تعذرًا من دفعها إلى الواحد؛ لأن القسمة لها حظ من الزمن, وتركها أروح لمن يقسم.
وقوله:
بنو العفرنى محطة الأسد الأ ... سد ولكن رماحها الأجم
العفرنى: الليث, والنون والألف فيه زائدتان, وإنما قيل له: العفرنى لأنه يعفر الفريسة؛ أي يلقيها في العفر وهو التراب. لإترك الشاعر ذكر الممدوح وخرج إلى مدح بني أبيه وقومه. ومحطة: اسم رجل ينسب إليه بنو الفصيص الذين مدحهم أبو الطيب, منهم: علي بن إبراهيم, والحسين بن إسحاق. والأسد وصف لمحطة. والأسد خبر لقوله: بنو. يقول: بنو محطةٍ أسد ولكن أجمها الذي تأوي إليه هو الرماح. وقد سبقت الشعراء إلى هذا الغرض فقال حبيب بن أوس:[البسيط]
أسد العرين إذا ما الروع صبحها ... أو صبحته ولكن غابها الأسل
وقال الوليد بن عبيد:[الكامل]
جيش إذا ركز القنا في عرضه ... أيقنت أن الغاب غاب أسود