للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وخيلٍ ما يخر لها طعين ... كأن قنا فوارسها ثمام

إن أراد بعض الخيل فهو صادق في ذلك؛ إلا أن كثيرًا من الملوك تجري خيلهم في الميادين وتلعب فرسانها بالرماح المدة الطويلة ولا يكون هناك قتل ولا جرح؛ فكأن قناهم ثمام؛ وهو نبت ضعيف تغطي به الأسقية, وتظلل به الخيام المتخذة من الشجر. قال جميل بن معمر: [الخفيف]

وصريعًامن الثمام تراءى ... دارجات المدب في خلله

فإن أراد أن الخيل كلها لا يخر لها طعين فذلك محال تدل المشاهدة على غيره؛ لأن سكان العمد من البادية لا يعمدون أن تصرع برماحهم القتلى في كل أوانٍ.

وقوله:

خليلك أنت لا من قلت خلي ... وإن كثر التجمل والكلام

يقول: خليلك أيها الرجل نفسك لا غيرك من الناس, فاحذر أن تغتر بخليل. والخليل: مأخوذ من الخلة وهي المودة. يقال: فلان خليلك وخلتك, وبين الرجلين خلال أي مخالة. قال الشاعر: [المتقارب]

ألا أبلغا خلتي جابرًا ... بأن خليلك لم يقتل

وإن تجمل بالكلام متجمل فلا تغتر بما ظهر فإن الناس لا تصفو المودة منهم لصديق.

وقولهك

ولو حيز الحفاظ بغير عقلٍ ... تجنب عنق صيقله الحسام

هذاا لبيت متصل بما قبله. يقول: الناس لا عقول لهم, وإنما يؤدي إلى حفظ المودة عقل الإنسان, ولو جاء الحفاظ عن ذي عقلٍ لوجب أن يتجنب السيف عنق من صقله. وابن آدم كالسيف لا عقل له صحيح فكيف يعتمد جميل الأفعال.

وقوله:

<<  <   >  >>