للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا البيت الذي لأبي الطيب فيه الذي يسمى الإكذاب؛ لأنه ادعى أن الدمع قضى ما يجب للربع, وشفى نفسه من الوجد, ثم زعم أنه لم يفعل ذلك. ومن الإكذاب قول زهير: [البسيط]

قف بالديار التي لم يعفها القدم ... بلى وغيرها الأرواح والديم

وقوله:

عجنا فأذهب ما أبقى الفراق لنا ... من العقول وما رد الذي ذهبا

عجنا: أي: عطفنا العيس, وفي (أذهب) ضمير راجع إلى الربع.

وقوله:

سقيته عبراتٍ ظنها مطرًا ... سوائلًا من جفونٍ ظنها سحبا

العبرة: تردد البكاء في العين, كأنه مأخوذ من قولهم: عبرت الطريق, ثم اشتقوا من العبرة العبر والعبر فاستعملوها في معنى الثكل؛ لأنه يؤدي إلى البكاء.

وقالوا: أمه عابر؛ أي: ثاكل.

والجفن يجمع شفر العين وهدبها.

وقوله:

هام الفؤاد بأعرابيةٍ سكنت ... بيتًا من القلب لم تمدد له طنبا

(١٨/ب) قياس أصحاب العربية يوجب أنك إذا نسبت إلى جمعٍ على أفعالٍ رددته إلى الواحد, وكذلك شرطهم في كل الجموع, إلا أن أشياء تجيء شاذة, وإنما هي في الجمع الذي يشبه الآحاد مثل رماح؛ لأنه يشبه حمارًا في الوزن, وفعال أشبه بالآحاد من أفعالٍ؛ لأنه من

<<  <   >  >>