للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولو يممتهم في الحشر تجدو ... لأعطوك الذي صلوا وصاموا

تجدوا: أي تطلب جداهم, وهذه تناهٍ في صفة الجود, وقد سبقه إليه حبيب بن أوس في قوله: [الطويل]

ولو قصرت أمواله عن سماحه ... لقاسم من يرجوه شطر حياته

ولو لم يجد في قسمة العمر حيلةً ... وجاز له الإعطاء من حسناته

لجاد بها من غير كفرٍ بربه ... وواساهم من صومه وصلاته

وقوله:

قبيل أنت أنت وأنت منهم ... وجدك بشر الملك الهمام

قوله: أنت أنت يقول: أنت الرجل المشهر المعروف. وتقول للرجل: فلان هو هو؛ أي هو الذي عرف وشهر فضله, ومن ذلك قول أبي خراش: [الطويل]

رفوني وقالوا يا خويلد لم ترع ... فقلت وأنكرت الوجوه هم هم

أي: هم القوم الذين كنت أخافهم وأتقيهم. ولما شهد له بالفضل قال: وأنت من هؤلاء القوم الذين هم بنو عجلٍ, ومنهم جدك المسمى ببشرٍ. وذهب بعض الناس إلى أن الكلام فيه تقديم وتأخير كأنه قال: أنت وأنت منهم, وهذا تعسف لا يحتاج إليه.

<<  <   >  >>