للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا مأخوذ من قول ابن المعتز:

حل برأسي جيشان روم وزنج

وقوله:

ولقد رأيت الحادثات فلا أرى ... يققًا يميت ولا سوادًا يعصم

اليقف: الأبيض. يقال: يقق ويقق. يقول: قد جربت الحادثات ورأيتها فما علمت أن الشيب يعجل الموت, ولا رأيت شيئًا يعصم من الهلاك. وهذا نهي للإنسان عن كراهة الشيب؛ إذ كان هو والشباب مثلين.

وقوله:

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

يقول: ذو العقل يتفكر فيما هو فيه؛ ويعلم أنه إلى زوال؛ فلا يزال في هم يشقيه. وأخو الجهل يكون في شقاوةٍ وهو يحسب أنه في نعيم. ويقال: إن الزنج أقل الناس همومًا. وقد ردد أبو الطيب هذا المعنى في شعره كقوله: [الكامل]

تصفو الحياة لجاهلٍ أو غافلٍ ... عما مضى فيها وما يتوقع

وكذلك قوله: [الوافر]

أشد الغم عندي في سرورٍ ... تيقن عنه صاحبه انتقالا

وقوله:

والناس قد نبذواة الحفاظ فمطلق ... ينسى الذي يولي وعافٍ يندم

(٢٠٩/ب) الناس منذ كانوا على الحال التي هم عليها اليوم فيهم الكريم والبخيل؛ إذا أطلق منهم مطلق جاز أن يشكر وجاز أن يكفر, وكذلك صاحب المنة ربما ندم على فعل جميلٍ. ويقال: إن معقر بن حمارٍ البارق مر على سنان بن أبي حارثة في يوم

<<  <   >  >>