للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الظلم لأنه لا يقدر عليه, وكلاهما ترك الظلم لعلةٍ, ومنهم الذي يجتنب الظلم بالحياء ومخافة ذكر القبيح.

وقوله:

أقم المسالح فوق شفر سكينةٍ ... إن المني بحلقتيها خضرم

المسالح: جمع مسلحةٍ, وهي الموضع الذي يجعل السلطان به من يأخذ له المكوس, ولا بد أن يكون مع القوم سلاح؛ فهو مفعلة من السلاح. والمني: الأجود فيه التشديد, وكانت بنو يربوع بن حنظلة تعير, ويذكر أنهم يشربون المني. قال الراجز: [الرجز]

إن بني يربوع أرباب الشوي ... قوم يلتون السويق بالمني

من يشرب المني يحبل بصبي

ويقال: إن أصل ذلك أن رجلًا من ضبة يقال له: أبو سواج نزل في بني يربوع, وكانت معه امرأة, فاخلتف إليها صرد بن عمرو - وهو عم مالك بن نويرة - فاطلع الضبي على ذلك, وأمر عبدين أن يتراوحا أمةً بالجماع ويجعلا المني في قعب, فلما فعلا ذلك ملأ القعب لينًا ودس على صرد من يغره بذلك؛ فتمت عليه الحيلة فشربه؛ فنعت - أي رفعت - العرب عليه ذلك, فقال محرز بن المكعبر الضبي: [الطويل]

لقد كان في سقي المني أخاكم ... من العار ما ينهى صحيحًا وأعورا

فلو أن ما في بطنه بين نسوةٍ ... حبلن ولو كن القواعد عقرا

وقال الأخطل يخاطب جريرًا: [الوافر]

تعيب الخمر وهي شراب كسرى ... ويشرب قومك العجب العجيبا

مني العبد عبد أبي سواجٍ ... أحق من المدامة أن تعيبا

<<  <   >  >>