للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاعل يقطر, وكان غيره ينشد: تقطر بالتاء, ويجعل الألف في آخر البيت للترنم, وهي في رأي أبي زيد أصلية.

وقوله:

يؤذي القليل من اللئام بطبعه ... من لا يقل كما يقل ويلؤم

يقول: يؤذي القليل من اللئام بطبعه اللئيم من ليس هو قليلًا كقلة المؤذي. ويلؤم: المضارع من لؤم يلؤم. وهو معطوف على قوله: يقل. ويقال: لئيم على الأصل, ووزنه فعيل, كما يقال: كرم فهو كريم. وقالوا: رجل ليم, كما قالوا: لئيم. قال عبيدالله بن قيس الرقيات: [الكامل]

وإذا حبوت الليم منك صنيعةً ... كتم الصنيعة لؤمه فلواكها

يريد: فلواك إياها, فاستعمل المضمر المتصل مكان المنفصل. يريد: لواكها من لي الدين أي مطله. والذين قالوا: الليم هم الذين قالوا: الروس في جمع راس؛ فيجوز أن يكون المحذوف الهمزة من اللئيم؛ لأنهم يجترئون على حذف ما همز. ويجوز أن يكونوا لما خففوا الهمزة أشبهت الساكن فحذفوها, وتركوا ياء فعيل. ويحتمل قولهم: روس أن يكونوا حذفوا الهمزة من رؤوس وأقروا الواو, ويجوز أن يكون المحذوف الواو, والهمزة باقية لأنهم قد جمعوا فعلًا على فعلٍ, كما قالوا: فرس ورد وخيل ورد, وسقف البيت وسقف.

وقال الشاعر في روس: [المديد]

إنما هند كشمسٍ تبدت ... يوم عيدٍ فوق روس الجبال

وقوله:

والظلم في خلق النفوس فإن تجد ... ذا عفةٍ فلعلةٍ لا يظلم

يقول: الظلم في الطباع المخلوقة, وكل من صدق نفسه علم أنه لا يظلم؛ إلا أن الظلم يتفاضل؛ فمنه ما يوبق, ومنه ما يجوز أن يغفر؛ وليس كل من ظلم دينارًا كمن ظلم بدرة. والظلم يجتنب لأشياء؛ فمن الناس من يترك الظلم مخافة الله عز وجل, ومنهم من يتجنب

<<  <   >  >>