للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

والذل يظهر في الذليل مودةً ... وأود منه - لمن يود - الأرقم

يقول: إذا أذللت الذليل أظهر لك مودةً لأنه يفزع منك. وضرب المودة مثلًا في المودة بالأرقم, والعرب تضرب بالحية المثل في الظلم؛ فيقولون: «هو أظلم من حيةٍ» , ويزعمون أن ظلمها أنها تجديء إلى حجر غيرها فتنحجر فيه. قال الراجز: [الرجز]

كأنما وجهك ظل من حجر ... وأنت كالأفعى التي لا تحتفر

تجيء جحر غيرها فتنجحر

فهذا الذي يذكرون في ظلم الحية. ولها مظالم كثيرة؛ لأنها تلدغ فتقتل من ليس بينها وبينه ذحل. قال المرار الفقعسي: [الطويل]

لعمرك إني لو أخاصم حيةً ... إلى فقعسٍ ما أنصفتني فقعس

وقوله:

ولمن أقمت على الهوان ببابه ... تدنو فيوجأ أخدعاك وتنهم

يقال: وجأه بالحديدة إذا ضربه بها, وكذلك وجأ الوتد بالحجر, ومنه الوجاء للتيس والكبش, وهو أن تشد بيضتاه حتى تندرا؛ وقيل: بل ترض بين حجرين. والأخدعان في العنق معروفان, ويقال: فلان شديد الأخدع إذا وصف بالقوة, ويقال: استقام أخدع فلانٍ ولان أخدعه إذا ذل بعد عز. قال الشاعر: [الكامل]

قد كنت أشوس في المقامة سادرًا ... فنظرت قصدي حين لان الأخدع

وقال الفرزذق: [الطويل]

<<  <   >  >>