أنفسهم. وإذا وصف الشيء بالإباحة وصف بهذه الصفة. وفي الحديث:«إن النساء لحم على وضمٍ إلا ما ذب عنه». والوضم هو الذي يوضع عليه اللحم. قال الشاعر:[الرجز]
وتركتنا لحمًا على وضم ... لو كنت تستبقي من اللحم
يقول الشاعر: أيملك الملك قوم أذلاء كاللحم على الوضم؛ وأسيافنا ظامئة إلى دمائهم والطير جائعة؟ يريد أن يشبعها منهم.
وقوله:
من لو رآني ماء مات من ظمأٍ ... ولو مثلت له في النوم لم ينم
قوله: من بدل من لحم على وضمٍ. يقول: كيف أترك الملك لمن لو رآني ماءً لهاب أن يشرب مني؟ وهذا الوصف إنما يحدث بمن عضه الكلب الكلب لأنه يتصور في الماء ما يمنعه من الشرب. قال الشاعر:[الطويل]
أقام زمانًا يكره الماء صاديًا ... وينفر منه وهو أزرق صاف
فإن عضه كلب فأودى بنفسه ... فكم ركن عز قد أصيب نياف
ويقال: مثل الشيء إذا ظهر, ومثل إذا عاب. يقول: لو رآني المتملك في هذا الدهر في النوم لامتنع من أن ينام.
وقوله:
ميعاد كل رقيق الشفرتين غدًا ... ومن عصى من ملوك العرب والعجم
فإن أجابوا فما قصدي بها لهم ... وإن تولوا فما أرضى لها بهم
يقول: قيامي قد دنا وقته فميعاد السيف غدًا أي سله. يقول: نضرب بالسيوف من عصى من الملوك عربهم وعجمهم, فإن أطاعوا فما أقصدهم بها؛ بل أقصد إلى غير مطيع, وإن لم يدخلوا في الطاعة, فما أرضى بهم؛ أي أقتلهم؛ فلا أرضى بذلك حتى أقتل غيرهم. وقافيتها من المتراكب.