يضيق على من رآه العذر أن يرى ... ضعيف المساعي أو قليل التكرم
يقول: من رأى كافورًا ضاق عذره في أن يكون ضعيفًا في المساعي؛ يريد جمع مسعاةٍ, وهي السعي في الكرم؛ لأن السعي يستعمل في مواضع كثيرة. وأصل السعي: المشي, فربما كان بطيئًا وربما كان سريعًا. وقالوا: سعى فلان إلى السلطان؛ يريدون المشي إليه بما يضر الناس, وكانوا يسمون الذين يبعثهم السلطان لأخذ الصدقة من العرب: سعاةً, لأنهم يمشون في ذلك. وأصل السعي: المشي. وقالوا: سعى فلان على قومه إذا كان يجتهد في مصالحهم؛ فيجوز أن يكون ماشيًا ويجوز أن يكون راكبًا. قال زهير:[الطويل]
سعى بينهم قوم لكي يدركوهم ... فلم يبلغوا ولم يلاموا ولم يألوا
وقال أبو قيس بن الأسلت:[السريع]
أسعى على جل بني مالكٍ ... كل امرئٍ في قومه ساع
أي يسعى في مصالحهم. فأما قول الراجز:[الرجز]
يا أيها الساعي على غير قدم ... تعلمن أن الدواة والقلم