للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الهاء في بها عائدة على الإبل والخيل؛ أي أثرن في البيداء آثارًا كأنها وسوم. وفي تغمرت ضمير يعود على الإبل والخيل. والتغمر شرب دون الري. واستذرت؛ أي كانت في الذرى, يقال: استذرى بفلان إذا حل بذاره أي فنائه, وإنما أراد بالاستذراء: الاستظلال. والمقطم: بل بمصر معروف.

وقوله:

وأبلج يعصي باختصاصي مشيره ... عصيت بقصديه مشيري ولومي

أبلج: معطوف على المقطم, ويعني به كافورًا كأنه قال: استذرت بظل المقطم وظل أبلج. والأبلج: المفترق الحاجبين, ويقال: الفرق بينهما بلجة, ومن أمثالهم: «الحق أبلج والباطل لجلج». قال الراجز: [الرجز]

إن ابتسامًا بالنقي الأبلج ... ونظرًا في الحاجب المزجج

مئينة من الفعال الأسمج

والهاء في مشيره عائدة على كافور. مئينة أي مظنة من كذا, وجدير به؛ وإنما يعرض بوزيره أبي الفضل ابن الفرات. وقوله: بقصديه يريد بقصدي إياه, وهذا موضع يحتمل منفصل الضمير ومتصله, والمنفصل أحسن, ولكن الوزن منع من ذلك.

وقوله:

قد اخترتك الأملاك فاختر لهم بنا ... حديثًا وقد حكمت رأيك فاحكم

أراد: قد اخترتك من الأملاك, وفي الكتاب العزيز: {واختار موسى قومه سبعين} أي: من قومه. قال الفرزدق: [الطويل]

منا الذي اختير الرجال سماحةً ... وجودًا إذا هب الرياح الزعازع

<<  <   >  >>