للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يعطي الهنيدات والديلما

فأما قول رؤبة: [الرجز]

في ذي قدامى مرجحن ديلمه

فيجوز أن يعني به هذا الفن من العجم, وأن يعني الأعداء كلهم. وإذا قيل: إن الديلم الكثير من الإبل جاز أن يحمل قول عنترة عليه.

وقوله:

ولا اتبعت آثارنا عين قائفٍ ... فلم تر إلا حافرًا فوق منسم

القائف: الذي يقوف القوم؛ ؛ أي يتبع آثارهم. قال الشاعر: [الطويل]

كذبت عليك لا تزال تقوفني ... كما قاف آثار الطريدة قائف

وكأن يقوف مقلوب عن قفا يقفو. وقوله: فلم تر إلا حافرًا؛ يريد: أثر حافرٍ فوق أثر منسم فحذف, وكانت العرب تركب الإبل وتجنب إليها الخيل, فلذلك قدم الحافر على المنسم. قال الشاعر: [الطويل]

فألا وألا يا امرأ القيس بعدما ... خصفن بأخفاف المطى الحوافرا

فكأنه قلب الكلام وأراد: خصفن أخفاف المطي بالحوافر.

وقوله:

وسمنا بها البيداء حتى تغمرت ... من النيل واستذرت بظل المقطم

<<  <   >  >>