أفعلنه. وفي هذا المذهب أيضًا ضرورتان؛ لأنه أدخل النون في موضعٍ لم تجر عادتها أن تدخل فيها, ثم حذفها بعد ذلك, وحذفها من الضرورات.
وقال قوم: بيت عامر بن الطفيل على لغة لخمٍ؛ لأنهم يحذفون الألف التي تلحق بعد هاء التأنيث في مثل قولك: أخافها, وأضربها, فإذا فعلوا ذلك نقلوا حركة الهاء إلى ما قبلها, وينشد هذا البيت:[الوافر]
فإني قد رأيت بدار قومي ... نوائب كنت في لخمٍ أخافه
يريد أخافها. وقال الراجز:[الرجز]
ليس لواحدٍ على نعمه ... ألا ولا اثنين ولا أهمه
أي: أهمها.
وقوله:
وتغبط الأرض منها حيث حل به ... وتحسد الخيل منها أيها ركبا
بعض الناس يفرق بين الغبط والحسد فيقول: قد غبطت الرجل إذا أردت أن يكون لك مثل ما له, ولا يكون لك غرض في زوال نعمته.
وحسدته إذا أردت أن تنال مثل نعمته, وأن يزيلها الله عنه.
وفي بعض الحديث: أنه قيل له: هل يضر الغبط؟ فقال:«كما يضر العضاه الخبط»؛ أي أن العضاه لا تحس بخبط الورق, كأنه سهل أمره. وقال لبيد:[المنسرح]