فكلام سيبويه يدل على أنه نصب أفعله بإضمار أن؛ لأنه شبهه بقول الشاعر:[الطويل]
مشائيم ليسوا مصلحين عشيرةً ... ولا ناعبٍ إلا ببينٍ غرابها
فخفض ناعبًا لأن الباء من عادتها أن تدخل في خبر ليس فكأنه قال: ليسوا بمصلحين ولا ناعبٍ, وشبه كاد بذلك لأن أن تدخل على الفعل بعدها؛ وذلك عنده ضرورة, وهو الأصل عند الفراء, كما قال الراجز:[الرجز]
قد كان من طول البلى أن يمصحا
فالشاعر في البيت الذي قافيته أفعله قد جمع بين ضرورتين, كأنه أدخل أن ودخولها عنده ضرورة, ثم نصب, وتلك ضرورة ثابتة؛ لأن عوامل الأفعال لا تضمر.
وذهب قوم إلى أن بيت عامر بن الطفيل على إرادة النون الخفيفة, كأنه أراد بعدما كدت