توقه فمتى ما شئت تبلوه ... فكن معاديه أو كن له نشبا
كان أبو الطيب ينظر في نحو الكوفيين فربما استعمل ما يجده جائزًا في مذهبهم, ونصبه تبلوه جائز على رأيهم بإضمار أن, كأنه قال: فمتى ما شئت أن تبلوه, فكأنه جمع بين ضرورتين؛ لأنه حذف أن في الموضع الذي ينبغي أن تثبت فيه, ونصب بها مع الحذف.
والبصريون إذا حذفوا أن في مثل هذه المواضع رفعوا الفعل, وكذلك ينشدون قول طرفة:[الطويل]
ألا أيهذا الزاجري أحضر الوغى ... وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي
فسيبويه يختار الرفع, والكوفيون يجيزون النصب. وحكى المازني عن علي ابن قطرب عن أبيه أنه سمع العرب تنصب أحضر في هذا البيت, وبعض الناس يروي:
ألا أيها اللاحي أن أحضر الوغى
فأما قول عامر بن الطفيل:[الطويل]
فلم أر مثلها خباسة واجد ... ونهنهت نفسي بعدما كدت أفعله