للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

بياض وجه يريك الشمس حالكةً ... ودر لفظٍ يريك الدر مشخلبا

يقال: مشخلب ومخشلب على القلب, ولم ينقل عن العرب مثل هذا البناء, ومن كلامهم الذي يوجد في بعض نسخ كتاب العين: يا مخشلبة, يا ذي الجلبة, تزوج حرملة, عجوزًا أرملة.

وقوله:

وسيف عزمٍ ترد السيف هبته ... رطب الغرار من التامور منخضبا

هبة السيف: اهتزازه, وغراره: حده, ويقال: هو ما بين حده وعيره, والتامور: دم القلب, وقال أوس بن حجر: [الكامل]

نبئت أن بني سحيمٍ أدخلوا ... أبياتهم تامور نفس المنذر

وقال امرؤ القيس في هبة السيف: [الطويل]

وأبيض كالمخراق بليت حده ... وهبته في السوق والقصرات

القصرات: أصول الأعناق.

فإن كان أبو الطيب قال: منخضبًا, وعدل عن مختضبٍ, فإنه أراد أن يجعل الفعل للمدوح.

وإذا قال: خضبت السيف فانخضب فالفاعل هو الخاضب, وإذا قيل: اختضب السيف فكأن الفعل قد جعل له, وانفعل (١٨/ب) وافتعل يشتركان في المطاوعة إلا أن الانفعال متحقق بها أكثر من تحقق الافتعال.

<<  <   >  >>