للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مكعومةً من الكعام, وهو شيء يوضع في فم البعير لئلا يعض. يقول: الركبان يضربونها بالسياط ليستخرجوا ما عندها من السير؛ فكأنهم قد كعموها بالسياط؛ أي جعلوا في أفواهها الكعم. ويقال: مكعوم وكعيم. قال الشاعر وذكر حمار وحشٍ: [الطويل]

يسوف بأنفيه الرياض كأنه ... من البدن عن رعي النبات كعيم

يعني بأنفيه: منخريه.

وقوله:

وأين منبته من بعد منبته ... أبي شجاعٍ قريع العرب والعجم

أكثر الرواية كسر باء المنبت في الموضعين وفتح الميم, وبعض الناس يروي: وأين منبته من بعد منبته (٢١٨/أ) , وهي في صناعة الشعر أبلغ لأن تغيير اللفظ أحسن من تكريره.

وقريع القوم: خيراهم, وأصل ذلك في الإبل؛ يقال: هذا فحل قريع إذا حمدوه, ويقولون: قريع في المذموم؛ فإذا حمدوه, وكأنهم أرادوا أنه يقرع الإبل ويختار لذلك؛ لأنه فحل كريم. وقيل: قارع وقريع, كما قالوا: عالم وعليم, وإذا ذموا القريع أرادوا في معنى مقروعٍ؛ أي يقرع أنفه لئلا يضرب في الإبل.

وقوله:

من لا تشابهه الأحياء في شيمٍ ... أمسى تشابهه الأموات في الرمم

يقول: كان هذا المذكور يخالف الأحياء في الشيم والمكارم, فصار مشابهًا للأموات في أن أعظامه صارت رمماً.

وقوله:

ما زلت أضحك إبلي كلما نظرت ... إلى من اختصبت أخفافها بدم

هذا البيت ذم لمن سار إليه غير فاتك. يقول: مازلت أضحك الإبل تعجباً من أني وإياها

<<  <   >  >>