سرنا إلى من لا يجب أن نسير إليه, ويشهد بذلك ما بعد البيت من الأبيات؛ وكأن ضحك الإبل هزؤ بالمقصود. ولو كان البيت في صفة فاتكٍ لكان في نهاية المدح. يقول: ما زلت أضحك إبلي من الفرح إذا علمت أنها اختضبت خفافها بالدم إلى هذا المفقود المثل.
وقوله:
أسيرها بين أصنامٍ أشاهدها ... ولا أشاهد فيها عفة الصنم
يقول: هم يشبهون الأصنام في الجهل والغباوة؛ إلا أن الصنم عفيف لا تخشى منه أذية ولا تعد إلى قبيح.
وقوله:
حتى رجعت وأقلامي قوائل لي ... المجد للسيف ليس المجد للقلم
قطع ألف الوصل في أول النصف الثاني, وقد ذكر ذلك سيبويه في الضرورات - وليس بضرورةٍ منكرةٍ - وأنشد:[السريع]
لا نسب اليوم ولا حرمةً ... اتسع الخرق على الراقع
ويحسن مجيء ذلك في النصف الثاني أن تكون حكايةً عن فاتك كما قال الأعشى:[البسيط]
إذ سامه خطتي خسفٍ فقال له ... أعرض علي كذا أسمعهما حاري
وفي الأبيات:[البسيط]
فشك غير طويلٍ ثم قال له ... اقتل أسيرك إني مانع جاري