إذا سايرته باينته وبانها ... وشانته في عين البصير وزانها
يقول: إذا سايرته لم يلتبس خلقها بخلقه لأنها قد باينته, وكذلك قد بانها هو؛ أي بعد عنها في الشبه؛ يقال: بان الرجل عن غيره وبانه. قال الراجز:[الرجز]
كأن عيني وقد بانوني ... غربان في منحاة منجنون
وشانته في عين البصير يحتمل وجهين: أحدهما: أن يريد البصير بأمر الخيل دون غيره, والآخر: أن يعني من أبصرها ولم يكن له علم لأن بصره قد كفاه.
وقوله:
فأين التي لا تأمن الخيل شرها ... وشري ولا تعطي سواي أمانها
وأين التي لا ترجع الرمح خائباً ... إذا خفضت يسرى يدي عنانها
(٢٢١/ب) يصف نفسه بالشجاعة, ويقول للمدوح: أين الفرس التي لا تأمن شرها الخيل ولا شري معها؟ وزعم أنها يرهبها كل أحدٍ غيره لأنه فارسها, وكرر السؤال بأين, وذكر فرساً لا ترجع الرمح خائباً؛ وإنما يصف بذلك نفسه؛ أي إذا ركبتها طعنت الفوارس.
وقوله:
وما لي ثناء لا أراك مكانه ... فهل لك نعمى لا تراني مكانها
هذا عتب ممض. يقول: قد أعطيتك أفضل ثنائي ورأيتك أهلًا له, فما ينبغي أن يكون لك إنعام لا تراني له مستحقًا. وقافيتها من المتدارك.