أي: على الطعام. يقول للماء: أحسدتنا على قرب سيف الدولة أم اشتهيت أن ترى قريناً له.
وقوله:
أم انتجعت للغنى يمينه ... أم زرته مكثراً قطينه
يقول للماء: أم انتجعت يمينه؟ وأصل الانتجاع الطلب للكلأ والرعي, ثم صار طلب كل خير نجعةً. أم أردت يا ماء أن تكثر قطينه أي حشمه. قال الشاعر:[الطويل]
نهته فلما لم تر النهي عاقه ... بكت فبكى مما شجاها قطينها
وقوله:
أم جئته مخندقاً حصونه ... إن الجياد والقنا يكفينه
يقول: أجئته يا ماء لتجري في خندق داره فتكون لها كالمخندق, وليس بمحتاج إلى ذلك, إن الجياد والقنا يكفينه.
وقوله:
يا رب لج جعلت سفينه ... وعازب الروض توفت عونه
ذكر له حديث عبوره في قباقبٍ في الغزاة التي غرق فيها خليفة بن جندي العقيلي, وكان سيف الدولة قد ولاه شيزر. والعازب من الأرض هو البعيد الذي لم يوطأ, والعون يحتمل وجهين:
أحدهما: أن يكون جمع عانةٍ وهي الجماعة من آتن الوحش, يقال: عانة وعون, كما يقال: ساحة وسوح.