وعلى الدروب وفي الرجوع غضاضة ... والسير ممتنع من الإمكان
والطرق ضيقة المسالك بالقنا ... والكفر مجتمع على الإيمان
نظروا إلى زبر الحديد كأنما ... يصعدن بين مناكب العقبان
قوله: وعلى الدروب ابتداء كلام لم يتم إلا بقوله: نظروا ... إلى آخر البيت, وليس في شعر أبي الطيب من هذا الجنس شيء؛ لأنه علق أول كلمةٍ في البيت بآخر كلمة في البيت الثالث. وزبر الحديد: قطعه. شبه الدارعين بزبر الحديد, وشبه خيلهم بالعقبان, وكأنها تحمل الزبر على المناكب.
وقوله:
وفوارسٍ يحمي الحمام نفوسها ... فكأنها ليست من الحيوان
هذا البيت من قول الطائي:[البسيط]
يستعذبون مناياهم كأنهم ... لا ييأسون من الدنيا إذا قتلوا
إلا أن الشاعر أسرف في المبالغة فجعل الحمام يحيي أنفسهم, فكأنها ليست حيوانًا؛ أي كأنهم كانوا أمواتاً أو جماداً فجعلهم الحمام أحياءً.
وقوله:
مازلت تضربهم دراكاً في الذرى ... ضرباً كأن السيف فيه اثنان
يريد: أنك سيف ومعك سيف.
وقوله:
خص الجماجم والوجوه كأنما ... جاءت إليك جسومهم بأمان
في خص ضمير عائد على ضربٍ. يقول: تضربهم ضربًا يخص وجوههم ورؤوسهم,