ثلةً» , ووصفوا الريح بالخرقاء؛ لأنها تقوض البيوت, وتزيل الحظائر, ونحو ذلك. وفسروا قول علقمة على وجهين: [البسيط]
هيق كأن جناحيه وجؤجؤه ... بيت أطافت به خرقاء مهجوم
فقيل: أراد بالخرقاء امرأةً, وقيل: ريحًا.
وقوله:
محامد نزفت شعري ليملأها ... فآل ما امتلأت منه ولا نضبا
يقال: نزفت ما في البئر إذا استقصيت أخذه. وآل: أي رجع. وكان أبو الفتح بن جني - رحمه الله - يتأول هذا البيت على معنى إذا اعتقده وجب أن يروي: وما نضبا. ويفسر الغرض بأن الشاعر أراد بقوله: ما امتلأت منه الذي امتلأت, وأنه وصف شعره بأنه لم ينضب, وفي هذا طعن على الممدوح؛ لأنه وصف المحامد بالامتلاء من الشعر. وإذا روي: ولا نضبا, فالمعنى أن محامده لم تمتلئ, وأن شعره لم ينضب, فهو مدح للمحامد وللشعر, وإذا رويت: وما نضبا, فهو يؤدي المعنى الذي تؤديه لا, ولكنه أشبه بها من ما.
وقوله:
لما أقمت بأنطاكية اختلفت ... إلي بالخبر الركبان في حلبا
أنطاكية: بلد قديم, وقد ذكرته العرب في أشعارها, وقيل: إنهم كانوا يقولون لمن جاء من الشام, ولما جلب من متاعه: أنطاكي, ومنه قول امرئ القيس: [الطويل]
علون بأنطاكيةٍ فوق عقمةٍ ... كجرمة نخلٍ أو كجنة يثرب