وقوله:
مبرقعي خيلهم بالبيض متخذي ... هام الكماة على أرماحهم عذبا
يريد أنهم يمدون أيديهم بالسيوف للضرب فتصير أمام وجوه الخيل وكأنها لها براقع, ويمكن أن يريد أنهم يضربون أعداءهم بالسيوف فيمنعونهم من النظر إلى وجوه خيلهم, فكأنهم قد ستروها بالبراقع.
والكماة: جمع كمي, وهو الذي قد كمى نفسه بالسلاح؛ أي: قد سترها, وقيل: الكمي: الذي يستر شجاعته, والكماة: جمع كامٍ في الحقيقة, ولكنهم استغنوا عنه بكمي.
وقال كثير: [الطويل]
وإني لأكمي الناس ما أنا مضمر ... مخافة أن يثرى بذلك كاشح
يثرى, أي: يفرح. وقالوا في جمع الكميك أكماء, كما قالوا: يتيم وأيتام, وأنشد أبو زيد: [الطويل]
تركت ابنتيك للمغيرة والقنا ... شوارع والأكماء تشرق بالدم
وقوله: متخذي هام الكماة: يريد ذوائب هام الكماة, وقد يجوز أن يجعل الهامة كالذؤابة, وعذبة الرمح: ما يشد في طرفه.
وقوله:
إن المنية لو لاقتهم وقفت ... خرقا تتهم الإقدام والهربا
الخرق في الناس وغيرهم: أن يتحير الإنسان أو الظبي أو الطائر فلا يدري ما يصنع, قالوا للتي لا تحسن العمل: خرقاء, وقالوا في المثل: «خرقاء وجدت صوفًا, وخرقاء وجدت