للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

وجرى على الورق النجيع القاني ... فكأنه النارنج في الأغصان

القاني: الأحمر, وأصله الهمز. يقال: قنأت الأنامل إذا احمرت من خضابٍ أو غيره, وقنأ الرجل لحيته إذا خضبها بالحمرة. قال مزردبن ضرار أخو الشماخ: [الطويل]

يقنئه ماء اليرناء تحته ... تسيل كأطراف الثغامة ناحل

اليرناء: الحناء. يريد أن رؤوسهم قد خضبها الدم فكأنها نارنج. والنارنج لم يذكر في شعر العرب كما ذكر غيره من الفواكه, ووزنه وزن ليس هو للعرب, كأنه: فافعل, ولم يستعمل النرج. وقد قالوا: النيرج للريح التي تقشر التراب. ويقال: إن الحديدة التي يداس بها الزرع يقال لها: النورج, فإن أخذ النارنج من النرج فوزنه: فافعل كما تقدم, أو: فانعل إذاجعلت النون الثانية زائدةً, فإذا أخذ من الرنج فوزنه: نافعل.

وقوله:

إن السيوف مع الذين قلوبهم ... كقلوبهن إذا التقى الجمعان

تلقى الحسام على جراءة حده ... مثل الجبان بكف كل جبان

مع في قوله: مع الذين تدل على معنى النصرة والمعونة, كما يقال: الله معنا؛ أي معين وناصر؛ وليست في معنى الصحبة لأنها لو كانت كذلك لم يكن لها نفع؛ وإنما أراد أن السيوف تنصر الذين قلوبهم كقلوبها؛ استعار للسيوف قلوباً؛ وإنما يريد المضاء والقطع. وقد شرح هذا البيت بالذي بعده لأنه قال: إن الحسام على جراءة حده فهو مثله ليس له غناء ولا نفع.

وقوله:

رفعت بك العرب العماد وصيرت ... قمم الملوك مواقد النيران

القمم: جمع قمةٍ, وهي أعلى الرأس, وقد قيل هذا المعنى في بعض الشعر. قال بعضهم: [الطويل]

<<  <   >  >>