قليل تلاد المال إلا مسائباً ... وأخراصه يرجو بها ويقيمها
والمسائق: زقاق العسل واحدها مسأب. وقال الراجز في أن الرمح يقال له: خرص: [الرجز]
يعض منها الظلف الدويا ... عض الثقاف الخرص الملويا
ويروى: الخطيا. والظلف: أسافل خشب الرحل. والدوي: جمع دايةٍ؛ يقال ذلك لفقار الظهر, وربما استعمل في الصدر وعظامه.
يقول الشاعر: كأن ألسنهم لحدتها ومضائها في المقال جعلت على رماحهم أسنةً. وهذه مبالغة في وصف الأسنة, وهو أشبه من تشبيههم اللسان بالسيف لأن السنان أقرب منه إلى شبه اللسان إذ كان يقاربه في الصغر. وقد قال الوليد بن عبيد:[الكامل]
ما كان قلبك في سواد جوانحي ... فأكون ثم ولا لساني في يدي
وهذا المعنى مثل قول الآخر:[البسيط]
عني إليك فقد كلفتني شططاً ... حمل السلاح وقول الدارعين: قف
أمن رجال المنايا خلتني رجلاً ... أمسي وأصبح مشتاقاً إلى التلف
تعدو المنايا على قومٍ فأكرهها ... فكيف أغدو إليها عاري الكتف
ظننت أن نفاد المال غيرني ... وأن قلبي في جنبي أبي دلف