للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بإذن ربها, والشجر ليس كذلك؛ إنما يؤتي أكله في بعض الأحيان.

وقوله:

أنت الذي سبك الأموال مكرمةً ... ثم اتخذت لها السؤال خزانا

يقول: إن الممدوح سبك الأموال مكارم, وهذا على معنى الاستعارة, ولما فعل بالأموال كذلك جعل خزانها السؤال. يقال: خزن الرجل ماله إذا حفظه, وخزن له الخازن إذا حفظ عليه, ثم استعيرت هذه الكلمة في صيانة اللسان. وجاء في الحديث: «رحم الله امرءاً خزن من لسانه». وقال امرؤ القيس: [الطويل]

إذا المرء لم يخزن عليه لسانه ... فليس على شيءٍ سواه بخزان

وقيل للشيء الصغير من الآنية كالمكحلة وما جرى مجراها: مخزنة؛ فكسرت الميم لأنها تنتقل. وإذا كان الشيء كبيراً قيل لموضعه: المخزن والخزانة.

وقوله:

عليك منك إذا أخليت مرتقب ... لم تأت في السر ما لم تأت إعلانا

ومن الكلام القديم: «أفضل الناس من سره كعلانيته» , وقد وصف هذا الممدوح بهذه الصفة. ويقال: (٢٢٧/أ) أخلى الرجل إذا صادف موضعاً خالياً من الناس. قال الشاعر: [الطويل]

أتيت مع الحداث ليلى فلم أبن ... وأخليت فاستعجمت عند خلائي

والقافية من المتواتر.

<<  <   >  >>