وصفهم بالوضوح, ثم ذكر أشياء مفسراتٍ لما وضح من هؤلاء القوم, فقال: أبواتٍ وهي جمع أبوةٍ, وأجبنةً يعني جمع جبين الإنسان. والشعراء يقولون: فلان وضاح الجبين إذا وصفوه ببياض الوجه. قال الشاعر:[الوافر]
صبحنا من بني أسدٍ حلولًا ... بكل أشم وضاح الجبين
وأجبنة: جمع لا يكاد يسمع؛ إلا أنه على القياس مستمر كقولك: رغيف ورغف وأرغفة, وقد حكي: أجبن في جمع جبين وهو شاذ. والأذهان: جمع ذهن وهو فطنة الإنسان وذكاؤه, وربما استعمل الذهن في معنى القوة.
وقوله:
يا صائد الجحفل المرهوب جانبه ... إن الليوث تصيد الناس أحدانا
وصف الممدوح بأنه يصيد الجحفل؛ وإنما توصف الأسد بأنها تصيد الأحدان. قال الشاعر في صفة لبؤةٍ:[الطويل]
تصيد أحدان الرجال وإن تصب ... جماعتهم تفرح بذاك وتزدد
وقوله:
وواهباً كل وقتٍ وقت نائله ... وإنما يهب الوهاب أحيانا
زعم أنه ليس لجوده وقت محدود؛ بل يجود في كل الأوقات. والإنسان إنما يجود حيناً بعد حينٍ. وجاء في الكتاب العزيز تفضيل الشجرة المباركة التي تؤتي أكلها كل حينٍ