للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلما حذف من وصل الفعل فعمل كما عمل بعد حذف الخافض في قوله: أمرتك الخير؛ أي أمرتك بالخير.

وقوله:

أفدي المودعة التي أتبعتها ... نظراً فرادى بين زفراتٍ ثنا

فرادى: أصله أن يكون جمع فريدٍ, وفي الكتاب العزيز: {ولقد جئتمونا فرادى}. وفعالى إنما يكثر في جمع فعلان, مثل: سكران وسكارى, وغيران وغيارى. ويجوز أن يكونوا حملوا فريداً على أنه يحتمل أن يقال فيه: فردان أي منفرد, وإنما جاز أن يقول: نظراً فرادى؛ لأن النظر قد يتسع حتى يشتمل على نظراتٍ كثيرةٍ, فلذلك حسن أن يوصف بالجمع. فإذ قلت: جاءني فلان فرادى لم يحسن أن تصف واحداً بجمعٍ. وسكن فاء زفراتٍ والوجه فتحها, وقد تردد مثل ذلك في ديوانه كثيراً.

وأراد الثناء فقصر, وذلك جائز في حشو البيت وفي قافيته, وقصر الممدود في القافية أسهل؛ لأنها في موضع حذفٍ يجوز فيه ما لا يجوز في غيره.

وقوله:

أنكرت طارقة الحوادث مرةً ... ثم اعترفت بها فصارت ديدنا

(٢٢٧/ب) أكثر ما يستعمل الطروق بالليل, وقد حكي أنه يستعمل للنهار؛ إلا أن الليل أغلب عليه, وبذلك قالوا للنجم: طارق. وقال ابن أبي ربيعة: [الطويل]

وباتت قلوصي بالعراء ورحلها ... لطارق ليلٍ أو لمن جاء معور

ويدل على أن الطروق جائز أن يستعمل بالنهار أن اشتقاقه من الطريق؛ فيقال: طرق القوم أي جعلهم طريقًا له.

وقوله:

وقطعت في الدنيا الفلا وركائبي ... فيها ووقتي الضحى والموهنا

<<  <   >  >>