للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

طربت مراكبنا فخلنا أنها ... لولا حياء عاقها رقصت بنا

المراكب: جمع مركبٍ وهو الذي يوضع على ظهر الدابة لتركب, ويجوز أن تسمى الدابة مركبًا, وكون المركب في معنى السرج أبلغ في هذا الموضع؛ لأن الدابة حيوان فهي أقرب إلى الرقص من الذي يركب فيه.

وقوله:

عقدت سنابكها عليها عثيرًا ... لو تبتغي عنقًا عليه أمكنا

العثير: الغبار. يقول: هذه الخيل قد أثارت غبارًا انعقد؛ فلو ابتغت العنق عليه لأمكنها ذلك, وهذا نحو من قوله: [الوافر]

عجاج تعثر العقبان فيه ... كأن الجو وعث أو خبار

وقوله:

فعجبت حتى ما عجبت من الظبى ... ورأيت حتى ما رأيت من السنا

يقول: عجبت حتى لم يبق لي عجب إلا رأيته, ورأيت السنا حتى منعني نوره من الإبصار فلم أره.

وقوله:

فطن الفؤاد لما أتيت على النوى ... ولما تركت مخافةً أن تفطنا

يقول: إن أراك عسكرًا في عسكرٍ؛ أي كأنك وحدك جماعة كثيرة. ووصفه بالفطنة, وزعم أنه يفطن لما يفعله الشاعر, ولما لم يفعله مخافة أن يعلم به. يقول: إن كنت أتيت شيئًا وأنت غائب فأنت عالم به.

(٢٢٩/أ) فكأنه يقول: لم أزل أثني عليك في غيبتك وحضورك وأنت عالم بذلك. وقوله: ولما تركت مخافةً أن تفطنا؛ كأنه أراد ذم قومٍ فترك ذمهم لأنه خشي أن يفطن بذلك الممدوح فيكرهه.

وقوله:

أشحى فراقك لي عليه عقوبةً ... ليس الذي قاسيت منه هينا

<<  <   >  >>