وقوله:
من ليس من قتلاه من طلقائه ... من ليس ممن دان ممن حينا
النصف الأول مكتفٍ. والطلقاء: جمع طليق, وهو الأسير الذي يطلق من القد, أو يكون الإنسان قادرًا على عقوبته فلا يفعل به إلاخيرًا. وكان المسلمون يسمون الذين أقاموا بعد فتح مكة: الطلقاء؛ لأن النبي صلى الله عليه أطلقهم لما قفل.
وقوله:
لما قفلت من السواحل نحونا ... قفلت إليها وحشة من عندنا
يقال للجيش إذا رجع إلى أوطانه: قفل, وكذلك للغائب إذا آب إلى أهله. يقول: لما قفلت من السواحل كانت عندنا وحشة لك فرحلت إلى حيث كانت.
وقوله:
أرج الطريق فما مررت بموضعٍ ... إلا أقام به الشذى مستوطنا
أرج: أي طابت رائحته, أي إذا مررت بموضع صارت له ريا ذكية. والشذى: رائحة العود الذي يتبخر به. مستوطنًا: أي قد جعله وطنه.
وقوله:
سلكت تماثيل القباب الجن من ... شوقٍ بها فأدرن فيك الأعينا
التماثيل: جمع تمثالٍ, وهذا المثال للأسماء دون المصادر, يقال في واحد التماثيل: تمثال, قال امرؤ القيس: [الطويل]
ألا رب يومٍ قد لهوت وليلةٍ ... بآنسةٍ كأنها خط تمثال
وقال عبدة بن الطبيب: [البسيط]
فيه الدجاج وفيه الأسد مخدرةً ... من كل شيء يرى فيه تماثيل
وقال قوم: قد جاء مصدران على تفعالٍ, وهما: التلقاء والتبيان. يقول: سلكت الجن تماثيل القباب إليك, وإنما فعلت ذلك لأن عادتها جرت بأن لا تظهر للإنس.