للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكان طوى كشحًا على مستكنةٍ ... فلا هو أبداها ولم يتقدم

فقيل: المستكنة الحاجة التي عزم عليها, وهذا الوجه هو الصحيح. وقيل: المستكنة قرحة تنبت في الجنب؛ فيجوز أن يكون شبه الحقد الذثي معه بالقرحة التي تؤدي إلى الهلاك. يقول: لا يدخل الرعب جسد هذا المذكور, وكذلك الإحسان لا يستكن في نيته لأنه يظهره فيغنيه عن الإخفاء.

وقوله:

مستنبط من علمه ما في غدٍ ... فكأن ما سيكون فيه دونا

استنبط الشيء إذا استخرجه. يقال: استنبط الماء إذا أخرجه من البئر بالحفر, وكذلك أنبطه, ويقال للماء المستخرج: نبط. يقول: يستنبط من علمه ما يكون في غدٍ فكأن ما لم يكن بعد قد دون فيه؛ أي في علمه. ودون: مشتق من الديوان الذي تثبت فيه الأشياء, وليس بعربي, وقد تكلموا به قديمًا. قال الراجز (٢٢٨/ب): [الرجز]

إن لسلمى عندنا ديوانا ... أخز فلانًا وابنه فلانا

وقال آخر: [الوافر]

عداني أن أزورك أم عمرو ... دياوين تشقق بالمداد

وقوله:

تتقاصر الأفهام عن إدراكه ... مثل الذي الأفلاك فيه والدنا

الهاء في إدراكه راجعة إلى علم الممدوح. يقول: تتقاصر الأفهام عن إدراكه مثل تقاصرها عن علم ما الأفلاك فيه. والدنا: جمع دنيا, وكذلك تجمع الفعلى إذا كانت أنثى الأفعل. تقول: الأصغر والأكبر مثلما تقول في التأنيث: الصغرى والكبرى, وإذا جمعت قلت: الصغر, وكذلك: الكبرى والكبر.

<<  <   >  >>