قد ينعش الله الفتى بعد عثرةٍ ... وقد يجمع الله الشتيت من الشمل
أراد: الشمل. والله سبحانه يكثر نعشه للناس وجمعه للشمل الشتيت. وثم: كلمة تقع على ما بعد من المواضع, وهنا: تقع على ما قرب.
وقوله:
يجد الحديد على بضاضة جلده ... ثوبًا أخف من الحرير وألينا
يقول: هذا الممدوح إذا لبس الدرع فهو أخف عليه من الحرير وألين منه. والبضاضة: رقة الجلد ونعمته مع بياضٍ. وقال قوم: بل يقال للأسود: بض إذا كان ناعم الجسد. وقيل: إنما يقال رجل بض أي كأن الماء يبض من جسده لسمنه ونعمته, أخذ من: بض الحجر بالماء إذا خرج قليلًا قليلًا. قال أبو زبيد:[الكامل]
يا عثم أدركني فإن ركيتي ... صلدت فأعيت أن تبض بمائها
صلدت أي: صلبت.
وقوله:
وأمر من فقد الأحبة عنده ... فقد السيوف الفاقدات الأجفنا
في البيت تقديم وتأخير. وأمر: مرفوع لأن خبر ابتداءٍ, والتقدير: وفقد السيوف الفاقدات الأجفنا أمر عنده من فقد الأحبة؛ يصفه بإلف الحرب وأنه يؤثر السيوف على أحبابه من الإنس. وقد ادعى أبو الطيب هذا لنفسه في قوله:[البسيط]
لولا العلى لم تجب بي ما أجوب بها ... وجناء حرف ولا جرداء قيدود
وكان أطيب من سيفي مضاجعةً ... أشباه رونقه الغيد الأماليد
وقوله:
لا يستكن الرعب بين ضلوعه ... يومًا ولا الإحسان ألا يحسنا
يستكن: أي يستتر, وكل ما خفي فقد استكن. قال زهير:[الطويل]