للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإنسان, وهو قوله: فقضى على غيب الأمور تيقنا

وقوله: (٢٢٨/أ)

يتفزع الجبار من بغتاته ... فيظل في خلواته متكفنا

البغتات: جمع بغتةٍ. يقال: إذا فاجأه, والجبار: العظيم الشأن المتكبر.

يزعم أنه يتكفن لأنه لا يأمن الموت أن يأتيه من قبل الرجل المدوح. ومما هو ضدهذا الغرض قول مسلم بن الوليد: [البسيط]

تراه في الأمن في درعٍ مضاعفةٍ ... لا يأمن الدهر أن يؤتى على عجل

وقوله:

أمضى إرادته فسوف له قد ... واستقرب الأقصى فثم له هنا

سوف: تقع على الفعل المستقبل فتقول: سوف يفعل وسوف أفعل. ويقال: رجل مسوف إذا وعد الشيء ولم ينجز له كأنه يقال له: سوف يكون كذا. وقد: أكثر ما تدخل على الفعل الماضي فلذلك ذكرها مع سوف, وإذا دخلت قد على الفعل المضارع دلت على معنى رب, كما قال القطامي: (البسيط)

قد يدرك المتأنى بعد حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزلل

وقال قوم: ليست تدل في الفعل المستقبل على رب؛ لأن المتأني قد يدرك مآربه كثيرًا, وكذلك المستعجل يتعذر عليه ما يلتمس, ومنه قول البعيث: [الطويل]

<<  <   >  >>