للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تأت في شعرٍ فصيح قديمٍ إلا أن تكون شاذة. وقالوا: أراد باللذعن؛ أي: الذي عنا فسكن ذال الذي وحذف الياء.

وقوله:

ومكائد السفهاء واقعة بهم ... وعداوة الشعراء بئس المقتنى

المكائد: جمع مكيدةٍ من قولهم: كاد الرجل غيره إذا أراد شرًا يخفيه, وتسمى الحرب: كيدًا. يقول: من أراد كيدًا يبرئ من الذنوب وقع فيما كاد. قال الراجز: [الرجز]

إني حفرت حفرةً أخفيها ... حفرة سوءٍ فوقعت فيها

وتهدد الذين كادوه, وزعم أن عداوة الشعراء بئس ما اقتناه الإنسان؛ وقد سبق غيره إلى مثل هذا المعنى وهو ابن الرومي, فقال: [الكامل]

لا تقبلن الشعر ثم تعقه ... وتنام والشعراء غير نيام

فجناية الجاني عليهم تنقضي ... وعقابهم باقٍ على الأيام

وقوله:

لعنت مقارنة اللئيم فإنها ... ضيف يجر من الندامة ضيفنا

الضيفن: ضيف الضيف, فإذا أخذ من الضيافة فوزنه فعلن والنون زائدة. قال الشاعر: [الطويل]

إذا جاء ضيف جاء للضيف ضيفن ... فأودى بما تقري الضيوف الضيافن

وقال قوم: الضيفن مشتق من الضفن وهو الأحمق الثقيل الكثير اللحم. وقال قوم: الضفن ضيف الضيفن, وإذا قيل: إن الضيفن مشتق من الضفن فوزنه فيعلن؛ فيقال للمرأة: ضفنة. قال جرير: [الكامل]

<<  <   >  >>