للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولما قالوا للواحد: طير, قالوا في الجمع: طيور, كما قالوا: شيخ وشيوخ, وعيب وعيوب. قال الشاعر: [الوافر]

بطيرٍ من طيور الغش يأوي ... صدورهم فعشش ثم باضا

والصراصر: جمع صرصرةٍ, قال: صرصر البازي والصقر إذا صاح, والنعيب مخصوص به الغربان, يريد أن الجوارح والغربان من الطير التي تقع على الجيف المقتولة يجري بينها حديث لما هي فيه من الخضب والرغد فتكثر الصراصر والنعيب كأنه جعل ذلك حديثًا.

وقوله:

وقد لبست دماؤهم عليهم ... حدادًا لم تشق لها جيوبا

الحداد: يراد به الثوب الذي يلبسه الحزين, وجعل الطير لوقوعها على هؤلاء القتلى وأكلها لحومهم قد اختضبت بدمائهم, فكأنها لابسة حدادًا لم تشق جيوبه؛ لأن الدم قد عم جميع شخوصها, فليس منها شيء بالظاهر, وذلك ضد ما يجب إذ كانت مسرورةً بقتلهم, والحداد إنما يلبسه الحزين. وادعى أن دماءهم سود, والدم قد يكون أحمر وأسود.

قال الشاعر: [الكامل]

فكسا منا سمها النجيع الأسود

ويجوز في تشق فتح القاف وضمها وكسرها, والفتح أجود الوجوه.

وقوله:

فمرت غير نافرةٍ عليهم ... تدوس بنا الجماجم والتريبا

التريب: جمع تريبةٍ, وهو جمع ليس بينه وبين واحده إلا الهاء, كما قالواة: هامة وهام, وجمجمة وجمجم قال رؤبة: [الرجز]

وهو إذا النطح تفأى جمجمه

<<  <   >  >>