للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كلام النبوة: «استعينوا على أموركم بالكتمام». وذكر أن هؤلاء القوم لهم ظنون صحيحة, فإذا رموا بسهام ظنونهم أصابوا.

وقوله:

وخلةٍ في جليسٍ أتقية بها ... كيما يرى أننا مثلان في الوهن

يقال: وهن ووهن أي ضعف, والخلة: الخصلة تكون المحمودة وتكون المذمومة, وهي هاهنا الذميمة.

والمعنى: أنه إذا رأى رجلًا فيه عيب أراه أن ذلك العيب فيه يتقرب إليه بذلك. وهذا يتفق كثيرًا للناس؛ ومنه أن الرجل العالم بالكلام والإعراب إذا جالس العامة لم يعرب في كلامه مخافة أن ينكروا عليه ذلك, وهو مثل قد سار في العامة: «إن زربت أرضاً إهلها كلهم عور فغمض عينك الواحدة».

وقوله:

وكلمة في طريقٍ خفت أعربها ... فيهتدى لي فلم أقدر على اللحن

يقال: كلمة وكلمة؛ إلا أن فتح الكاف وكسر اللام هي اللغة الفصيحة. ويقال: كلمة بكسر الكاف وسكون اللام وهو مجانس لقولهم: كتف في: كتفٍ, وكبد في: كبدٍ. وأراد: خفت أن أعربها فحذف أن, وقد أكثر من ذلك في ديوانه.

ووصف الشاعر نفسه بالفصاحة, وزعم أنه لا يقدر أن ينقل طبعه عن الإصابة, وأنه ربما احتاج إلى إخفاء نفسه بترك الإعراب في كلامه فلم يقدر على ذلك.

واللحن الذي هو خطأ في الإعراب: المعروف فيه سكون الحاء, واللحن بفتحها: الفطنة. والكوفيون يرون أن الحرف الثلاثي إذا كان ساكن الأوسط, وهو مع سكونه حرف من حروف الحلق؛ جاز فيه السكون والفتح, ويجعلون ذلك مطرداً.

والبصريون يردونه إلى السماع.

<<  <   >  >>