عجزت عن السير. والثفن: جمع ثفنةٍ وهو ما يصيب الأرض من البعير إذا برك. يقول: قد ذهبت أخفاف هذه الإبل لطول السفر؛ فثفناتها تقول للأرض: ما فعلت أخفافي؟ أي إن ثفناتها قد باشرت الأرض لأنها تحبو للضعف.
وقوله:
سهرت بعد رحيلي وحشةً لكم ... ثم استمر مريري وارعوى الوسن
أصل قولهم: استمر مريري أن يقال في الحبل الذي يفتل. والمرير: جمع مريرة وهي القوة من قوى الحبل. قال توبة بن الحمير:[الطويل]
لعلك يا تيساً نزا في مريرةٍ ... معذب ليلى أن تراني أزورها
فالإنسان يقول: استمر مريري أي استقام أمري. وارعوى الوسن؛ أي رجع النعاس إلى عيني.
وقوله:
وإن بليت بود مثل ودكم ... فإنني بفراقٍ مثله قمن
يقول: بليت بقوم ليس ودهم بالصحيح, وهو مثل: ودكم خؤون؛ فإني بفراقٍ مثل هذا الفراق جدير. ولو رويت: بفراقٍ مثله بنصبها لكان ذلك وجهًا قويا, وتكون الهاء راجعة إلى الود. يقال: فلان قمن وقمين بهذا الأمر, ويثنى هذا اللفظ ويجمع. فإذا قيل: قمن بفتح الميم لم تدخله التثنية ولا الجمع. قال الشاعر:[البسيط]
من كان يسأل عنا أين منزلنا ... فالأقحوانة منا منزل قمن