للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

وتغضبون على من نال رفدكم ... حتى يعاقبه التنغيص والمنن

أي: حتى يكون في عاقبته تنغيص بالمنن على أخذه. ويجوز أن يكون يعاقبه من تعاقب الراكبين على الدابة. يريد أن رفدكم والتنغيص لا يجتمعان فيسهل أحدهما الآخر؛ ولكن التنغيص يجيء ولا رفد معه.

وقوله:

فغادر الهجر ما بيني وبينكم ... يهماء تكذب فيها العين والأذن

اليهماء: الأرض التي لا يهتدى لها؛ كأنه يخبر الذين يخاطبهم أنه قد بعد عن بلادهم, فصار بينه وبينهم يهماء تكذب فيها العين والأذن لأنها بعيدة الأرجاء, والعين لا تتبين فيها الشخص على حقيقته, وكذلك الأذن ليس سمعها في هذه المقفرة بالصحيح.

وقوله:

تحبو الرواسم من بعد الرسيم بها ... وتسأل الأرض عن أخفافها الثفن

يقال: حبا البعير حبواً إذا عجز عن القيام فحبا وهو بارك. قال الراجز: [الرجز]

يا حكم الوارث عن عبدالملك ... هلكت إن لم تحب حبو المعتنك

يقال: اعتنك البعير إذا وقع في عانكٍ من الرمل, وهو رمل كثير يصعب المشي فيه.

والرواسم: نوق تسير الرسيم, وهو ضرب من السير سريع. قال حميد بن ثور: [الطويل]

أرسما: أي حملا البعيرين على الرسيم. يريد أن النوق حبت في هذه الأرض لأنها

<<  <   >  >>