بضربٍ هاج أطراب المنايا ... سوى ضرب المثالث والمثاني
جعل صليل السيوف في الحرب يهيج أطراب المنايا فاستعار لها الطرب, وهو ها هنا: الخفة من الفرح. زعم أنها تبتهج بالقتل. وهذا الضرب ليس كضرب مثالث العود ومثانيه؛ لأن ذلك وضع لغير ما وضع له سواه.
وقوله:
كأن دم الجماجكم في العناصي ... كسا البلدان ريش الحيقطان
العناصي: جمع عصوةٍ, وهو الشعر المفترق في نواصي الرأس. قال أبو النجم: [الرجز]
إن يمس رأسي أشمط العناصي ... كأنما جاذبه مناصي
ويستعمل العناصي في الريش. وبيت ذي الرمة ينشد على وجهين, وهو قوله في صفة فراخ القطا: [الطويل]
ينؤن ولم يكسين إلا عناصياً ... من الريش تنواء القلاص الهذائل
ويروى: قنازعاً من الريش, والحيقطان: ذكر الدراج, يقال بضم القاف وفتحها.
وقوله:
ولم أر قبله شبلي هزبرٍ ... كشبليه ولا فرسي رهان
أشد تنازعاً لكريم أصلٍ ... وأشبه منظراً بأبٍ هجان
(٢٣٨/أ) كان لعضد الدولة في ذلك الزمان ولدان فشبههما بالشبلين وفرسي الرهان.
وذكر أنه لم ير مثلهما أشد تنازعاً لأصلٍ كريمٍ وأشبه منظراً بوالدٍ. ويقال: رجل هجان إذا وصف بالكرم. وقيل: الهجان الأبيض. قال الشاعر: [الخفيف]
وإذا قيل من هجان قريشٍ ... كنت أنت الفتى وأنت الهجان
وقولهم: رجل هجين ضد لهذه اللفظة؛ لأن الهجين الذي أبوه أفضل من أمه. ويقال: هجان اللون أي خالصه. قال الشاعر: [الوافر]