للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تحفر فيها الآبار, وتقطع صخورها للبناء, ويحتمل أن تكون سميت جبوبًا؛ لأنها تجب الناس بدفنهم فيها؛ أي: تقطعهم من الأحياء, وقد زعموا أنه يقال: جبهم إذا سبقهم, فيجوز أن يراد أنه سبقت الناس الذين هم فيها؛ لأنها خلقت قبلهم.

وحذيت: من الحذاء, والمعنى أن الليل قد عم الأرض, فكأنها حذاء لقوائمه.

وقوله:

كأن الجو قاسى ما أقاسي ... فصار سواده فيه شحوبا

الجو: ما بين السماء والأرض. قال ذو الرمة: [البسيط]

وظل للأعيس المزجي نواهضه ... في نفنف الجو تصويب وتصعيد

ويقال للوادي: جو. والشحوب: تغير اللون من سفرٍ أو تعبٍ, وربما سمي الهزال شحوبًا, قال الشاعر: [الطويل]

فقلت لها ليس الشحوب على الفتى ... بعارٍ ولا خير الرجال سمينها

وقوله:

عرفت نوائب الحدثان حتى ... لو انتسبت لكنت لها نقيبا

الحدثان: ما يحدث من خطوب الدهر, فيقال للحرب: حدثان, وكذلك للموت, قال صخر بن عمرو بن الشريد: [الطويل]

وما كنت أخشى أن أكون جنازةً ... عليك ومن يغتر بالحدثان

فهذا اسم جامع لما يحدث من الأمور, وقال عمرو بن معد يكرب فخص الحرب: [مجزوء الكامل]

<<  <   >  >>