للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد صار أوسط القناة كأنه أعلاها؛ لأن بعضها قد ذهب, وقد ارتفعت رجلا الكمي لأنه لما طعنه انقلب.

وقوله:

تنشد أثوابنا مدائحه ... بألسنٍ ما لهن أفواه

يعني: أنه يخلع عليهم فكأن ثيابه تنشد مدائحهم فيه بألسنٍ لا أفواه لها.

وقوله:

إذا مررنا على الأصم بها ... أغنته عن مسمعيه عيناه

يقول: إذا مضينا بهذه الثياب على الأصم فقد أغنته عن مسمعيه عيناه؛ أي يعلم إذا رآها أنا قد مدحناه؛ فكأنه قد سمع المدائح. وهذا كقوله في الأخرى: [الكامل]

كالخط يملأ مسمعي من أبصرا

وقوله:

سبحان من خار للكواكب بالبعد ولو نلن كن جدواه

نلن: من نال ينول أي بلغ. ونلن ها هنا فعل ما لم يسم فاعله؛ أي خار الله للكواكب في البعد؛ أي إنهن لا ينلن, ولولا ذلك لجاز أن يجود بهن, ويجوز في أول هذا الفعل الضم, وإشمام الكسر, والكسر. وبعض الناس يختار في مثل هذا اللفظ أن يكسر أول الفعل الذي لم يسم فاعله؛ ليكون ذلك فرقاً بينه وبين الإخبار عن نفسه, ومثال ذلك أن الرجل إذا قال: سمت فلاناً كذا ضم السين, فإذا أخبر عن نفسه بأنه سيم شيئاً حسن أن يقول: سمت بالكسر ليفرق بين الفعلين.

وقوله:

لو كان ضوء الشموس في يده ... لصاعه جوده وأفناه

صاعه: أي فرقه؛ ومنها اشتقاق الصاع الذي يكال به وهو عربي صحيح. قال أبو قيس ابن الأسلت: [السريع]

<<  <   >  >>