ولو أن لي في هذا البيت حكماً لجعلت بدلاً من «قولتي»: «قولنا»؛ لأنه أقوى من التأنيث. يقول: نأت هذه الموصوفة, وحصل ذكراها بديلًا منها.
وقال:
أوه من الا أرى محاسنها ... وأصل واهاً وأوه مرآها
أضاف أصل إلى قوله: واهاً, وتركه منصوباً على الحكاية. يقول: أصل قولي واهاً وأوه أني رأيتها. ومرآها: مفعل من الرؤية, وألقى حركة أن على نون من في قوله: من ان لا أرى ليقيم الوزن.
وقوله:
شامية طال ما خلوت بها ... تبصر في ناظري محياها
شامية: نسبها إلى الشام على ما يجب في أصل النسب, وزعم أنه تبصر وجهها في ناظر عينيه, ثم قال:
فقبلت ناظري تغالطني ... وإنما قبلت به فاها
لما ذكر أنها تبصر وجهها في ناظره زعم أنها قبلت فاها المتصور لها في ناظره, وهذا بيت يشابه قول الصنوبري: [الكامل]
لولا الحياء لظل يلثم ثغره ... إذ كان يبصر وجهه في الكاس
وقوله:
فليتها لا تزال آويه ... وليته لا يزال مأواها
الهاء في قوله: آويه تعود إلى الناظر. يقول: ليتها لا تزال آويةً في ناظري, وليته لا يزال مأواها؛ وهذا كلام يغني بعضه عن بعضٍ؛ لأن قوله: لاتزال آويه يدل على أنه مأواها, وكذلك مأواها يدل على أنها آوية به.
وقوله:
تبل خدي كلما ابتسمت ... من مطرٍ برقه ثناياها
هذا البيت يحتمل وجهين: