والخيل مطرودة وطاردة ... تجر طولى القنا وقصراها
إذا كانت الفعلى أنثى الأفعل, مثل الطولى والقصرى؛ فأكثر ما تجيء مستعملةً بالألف واللام كقولك: الكبرى والصغرى, أو مضافةً كما قال سحيم: [الطويل]
عبثن بمسواكي وغادرن مذهباً ... من الصوغ في صغرى بنان شماليا
ولا يقال: صغرى وكبرى إلا في شذوذٍ.
وقوله:
وقد رأيت الملوك قاطبةً ... وسرت حتى رأيت مولاها
قاطبةً تستعمل في معنى الجماعة, وهي مأخوذة من: قطبت الشيء بالشيء إذا خلطته, ونصب قاطبةً على الحال, وقيل: هي كالوصف لمصدرٍ محذوف.
والمولى: كلمة تستعمل في الشيء وضده, وهو ها هنا المولى الذي يملك غيره. واصطلحت الكتاب على أن قولهم في المخاطبة للملك: مولانا أشرف من سيدنا, وهذا وهم وقع في القديم لأن العبد يجوز أن يقال له: مولى, وكذلك الحليف والمعتق وابن العم, فقد صح أن هذه الكلمة يشترك فيها الرفيع والوضيع. والسيد كلمة لا تستعمل إلا في معنى السيادة والرفعة؛ وكانت المخاطبة بها للملوك أوجب.
وقوله:
أبا شجاعٍ بفارسٍ عضد الدو ... لة فناخسراً شهنشاها
قوله: أبا شجاع بدل من قوله: مولاها, وهذا ببيت جامع على قصر وزنه؛ لأنه ذكر فيه كنية الممدوح واسمه, وذكر البلاد التي هو فيها, ولقبه ونعته بملك الملوك, وهو قوله: شهنشاها. وقد استعملت العرب شهنشاها. قال الأعشى: [الطويل]
وكسرى شهنشاه الذي شاع ذكره ... له ما اشتهى راح ذكي وديسق
الديسق: الفضة, ويقال: هو خوان من فضة.
وقوله: