أسامياً لم تزده معرفةً ... وإنما لذةً ذكرناها
قوله: أسامياً جمع أسماءٍ, وأسماء جمع اسمٍ, واسم وزنه أفع, لأنه من: سما يسمو فحذفت منه الواو, وقالوا: سم وسم فحذفوا ألف الوصل, وجاءت الياء في الأسامي لأجل كسرة الميم. وهذا البيت احتجاج بما ذكره من اسم الممدوح وكنيته وصفته. يقول: هذه الأسامي لم نزده بها اشتهاراً, وإنما ذكرناها ملتذذين بذكرها.
وقوله:
تقود مستحسن الكلام لنا ... كما تقود السحاب عظماها
يقول: هذه الأسماء المذكورة تقود لنا ما يحسن من الكلام, كما أن عظمى السحاب تقود ما وراءها.
وقوله:
لا تجد الخمر في مكارمه ... إذا انتشى خلةً تلافاها
(٢٤١/أ) يقول: من غيرته الخمر فأحدثت فيه خلقاً لا يعرف منه بجودٍ أو شجاعة؛ فإن هذا الملك لا تقدر الخمر أن تزيده شيئاً يحمد عليه, وهذا المعنى متكرر في أشعار العرب كقول امرئ القيس: [الطويل]
سماحة ذا وبشر ذا ووفاء ذا ... ونائل ذا إذا صحا وإذا سكر
وقوله:
تصاحب الراح أريحيته ... فتسقط الراح دون أدناها
الأريحية: الهزة للمكارم والارتياح إليها, ويجوز أن يكون اشتقاقها من الريح التي تهب, فألقت العرب الياء في الريح وكرهوا أن يردوا الواو في قولهم: أريحية, فتلتبس بالاشتقاق من الروح ومن الروح, وهو تباعد ما بين الرجلين. يقول: لا تجد الراح إذا صاحبت أريحيته زيادةً في كرمه؛ لأنها تسقط دون أدنى ما فيه.
وقوله:
تسر طرباته كرائنه ... ثم يزيل السرور عقباها