للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الكرائن: جمع كرينةٍ, وهي المغنية, وليس في كلامهم: الكرن. قال لبيد: [الكامل]

وصبوح صافيةٍ وجذب كرينةٍ ... بموترٍ تأتاله إبهامها

ويروى: تأتى له. والكران: العود. قال امرؤ القيس: [الطويل]

فإن أمس مكروباً فيا رب قينةٍ ... منعمةٍ أعملتها بكران

وسكن الراء من طرباته, وقد جرت عادته بذلك.

وقوله:

بكل موهوبةٍ مولولةٍ ... قاطعةٍ زيرها ومثناها

هذا البيت مفسر للبيت الأول. يقول: إذا طرب هذا الملك لغناء القينة فرحت بذلك, ولا يتم فرحها لأن عقباها تصير إلى ما تكره؛ وذلك أنه يهبها فترى أن ذلك مصيبة عظيمة لخروجها إلى غيره. ومولولة أي تردد الويل, وإذا قيل: إن هذه اللفظة مأخوذة من واو وياءٍ ولامٍ؛ فوزنها فلفلة؛ لأن الياء من الويل سقطت وهي العين فبقيت الفاء واللام.

والزير والمثنى معروفان من أوتار العود؛ أي إنها تقطع آلات الغناء؛ لأنها تنوي أنها لا تعرض بعد هذه الكائنة للألحان.

وقوله:

تعود عوم القذاة في زبدٍ ... من جود كف الأمير يغشاها

يعني أن هذه الموهوبة كأنها قذاة في جود هذا الملك تعوم في زبدٍ قد غشيها من جود كفه. وجعله في أول المدح مولى الملوك, ثم خاطبه بالأمير؛ فكأنه قد نقصه عن الرتبة الأولى.

وقوله:

تشرق تيجانه بغرته ... إشراق ألفاظه بمعناها

تشرق: من إشراق الشمس. يقال: أشرقت إذا أضاءت وصفت, وشرقت إذا طلعت, ويقال: مكان مشراق إذا كانت الشمس تطلع عليه في أكثر النهار. قال تأبط شراً: [البسيط]

<<  <   >  >>