للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأن بقايا الأثر في صفحاته ... مدارج شبثانٍ لهن هميم

وقوله:

وصارت الفيلقان واحدةً ... تعثر أحياؤها بموتاها

الفيلق: الكتيبة, وإنما أخذت من الفلق وهي الداهية. وقوله: صارت الفيلقان؛ أراد بإحداهما الجماعة التي في طاعة هذا الملك, وبالأخرى الجماعة التي ليست في طاعته؛ فإن كان الذي ذكره الشاعر من حظ الدنيا فإن المخالفين لهذا الممدوح يصيرون من عبيده وأصحابه.

وقوله:

ودارت النيرات في فلكٍ ... تسجد أقماره لأبهاها

يقول: إن صح هذا المرجو صار الناس كلهم في طاعةٍ واحدة, ودارت ذوات النور في فلكٍ أقماره تسجد لأكثرها بهاءً ونوراً؛ يعني الممدوح. والأجود أن يروى: أقماره, وتكون الهاء عائدةً على الفلك. وإن رويت: أقمارها, وجعلت الهاء عائدةً على النيرات فذلك جائز؛ إلا أن عودة الهاء إلى الفلك أحسن لأن الهاء والألف تكررت في القافية, فحسن أن تكون الهاء في أقماره راجعةً إلى الفلك.

وقوله:

الفارس المتقى السلاح به ... المثني عليه الوغا وخيلاها

إذا خفض الفارس جعل متصلًا بقوله: لأبهاها, ورفعه جائز على أن يضمر له مبتدأ, ويحتمل النصب على إضمار فعلٍ.

وقوله:

لو أنكرت من حيائها يده ... في الحرب آثارها عرفناها

يقول: هذا الممدوح عظيم الحياء لا يؤثر أن يتحدث عنه بشيءٍ من المكارم والشجاعة,

<<  <   >  >>